الأحد، 30 سبتمبر 2012

مجالس النساء


مجـالـس النسـاء


وجلستُ في مجالس النسـاء
أكتـب قصائـدي
وفي جميع الأنحـاء
من أفكارهن تحيط بي المكائـدي
وجلست غير مباليـاً
أكتـب قصائـدي
منها قصائد الحب والنثر
وقصائد الصبر والهجـاء
ومنها قصائد العشق والرثاء
وبين قصيدة وقصيدة سـماء
وبين جميلة وأصيلة وطاهـرة عناء
وبين قبيحة وذميمية وناكرة وجاحدة سواء
جلستُ وفي ذاكرتي بعضٌ من الأسماء
أتذكر منها مجموعة من النساء
وقطيعٌ من الخراف يقفز على طاولتي
يعكر صفو قصيدتي الصمـاء
يغزوني تتاراً .. يكسرني انتصاراً
لكي أتذكر مجموعة بسيطة من أعداد النساء
وجلستُ في مجلس النساء
اترأس الجلسة وعيناي تلفان كل الأنحاء
خشية أن تمطر من السماء دمـاء
وما بين انثى تبقى هناك مسافـرة
وانثى في جنون العشق حاضـرة
وفي الركن البعيد هناك الفاتنة الحسناء
والمسترجلة في حروفها
المتعرية من انوثتهـا
والبائعة في لحمهـا
المدعية الأنوثة والرجولة سواء
لا أخصكِ سيدتي ..
لا أعنيكِ حبيبتي
لا اقول عنكِ يا صديقتي
إنما أخص رجلً قبيح قال : إنني السمراء
وفي مجلس النساء يدور بصري هناك
واسألها عن اسمها
قالت لي : شريفـة
وفي جسدها آثار البصق
من شدة الهتكِ والإغـراء
وتلك ما اسمهـا
أنا الجميلة تعرفنـي
أنا المتدفقة عطرٌ وحيـاء
أنا النقية حبيبة الرجال والنساء
ومن قلبها تهطل قطراتٌ سوداء
والتي كانت هناك وانصرفـت
كانت فاتنة ولكنها أعدمت
صلبت .. هتكت .. اغتصبت
ظنت أن الجمال نعمـة
بعدما تمردت على الحيـاء
وأطلقت حريتها لسبيل الرخـاء
وفضلت طريق الحرية والإسترخاء
وصار جمالها نقمة من السماء
ومن تلك التي تقول كلام عن أمي
من تلك التي لن يرحمها قلمي
ولن يسامحها ربي
ويرجمها بوابل من الحقد قلبي
سحقاً لمثلكِ إن قلتِ لأمي أف
وإن يكن اسمكِ الصفـاء
وما لي لا أراها تناديني بإسـمي
إلا يجب أن أعـرف
في الليل كانت تنادينـي
ومن عزف حنيني كالمجنونة تعزف
وتُنصت لي بكل انوثة هيفاء
انتهت الصلاحيـة
قد نبتت على لحيتك شعرة بيضاء
وهل يبقى اللون الأسود رداء
إن الأكفان جميعها بيضـاء
وفي مجلس النساء
تتناثر على أركانه الزهور والورود والياسمين
وحدائق الكستناء
والفل يبتسم أنيقـا
يرسل الابتسامة مغلفة بعطر يشعل الارجـاء
وفي مجلس النساء
تـُرمى المزابـل
وتـُحكى فيه المهـازل
ويـُقال ما عنه غافـل
وما عنه جاهـل
قد وصفوك في حديثهن بالجاهل
وقد رأوك في عيونهن المقاتل
وفي واقعهن أغبى الأغبيـاء
إن ترمي لهن ما تشاء
يقطفن من حديقتك الثمار
ويأخذن منها الجواهر والأساور البيضاء
ويمضينَ آثارا مسرعة تختفي بين لهيب الصحراء
وفي مجالس النساء نساء
وفي مجالسهن يدور الحديث
من الفجر حتى المساء
وتلف في ذاكرتي أسماء وأسماء .. وأسماء
ومن الأسماء قلت العديد من الأسماء
تحمل على عاتقها اسمها
وتجد في حضوري ما لا يعجب فكرهـا
وما لا يتقبله تصورهـا
ليس هذا في شأني .. رجـاء
أن أغير في تاريخ ذاكرتي
وفي أوراق دفاتـري
وأحداث مغامراتـي
ذلك تزوير علني ترفضه الدولة
ولا يقبله القانون والقضاء
ومن يستطيع أن يرفض حكم القضاة
تعلمون مصيره .. جهنم الحمراء
وجلستُ في مجالس النسـاء
أعيد ما تبقى في قواميس رحلاتي
وأنشط ذاكرتي بين صولاتي وجولاتي
وبين حقيبة تحمل في داخلها أوراقً بيضاء
إن الحبر الذي كتبتُ فيه جميع مغامراتي
تبلل وصار بـلا شيء فقط
ورقة عارية من كل الأسماء
وهذا المجلس لا يـزال قائـم
وما زلتُ أنـا المسؤول الأول عن
توقيت فتحـه وتوقيت اغلاقـه
فلا أريـد من أحد أن يدخـل
وأنا في حضـرة جمهورٍ من النسـاء !!

حرف
ولـن تـُغلق مجـالس النسـاء
إلا إذا الله شـاء !!

... من رجُل!!
www.asheqalsamra.net

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق